كثيرون هم نجوم السينما المصرية الذين برعوا فى إبراز الفجوة بين الأقوال والأفعال لعل فى مقدمتهم النجم يحيى شاهين الذى لعب دور السيد أحمد عبدالجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ بين القصرين وقصر الشوق والسكرية اذ كان مثالا للقيم الرفيعة والصرامة والالتزام فى بيته مع زوجته وأولاده بينما كان قمة فى الإنفلات خارج بيته مع أصدقائه يرقص ويغنى ويطبل ويتودد للراقصات...
والنجم الكبير ذكى رستم فى فيلم (رصيف نمرة 5)مع فريد شوقى وهدى سلطان الذى أجاد تمثيل دور الإنسان التقى الذى يصلى الوقت بوقته والذى لا تفارق المسبحة يده وهو فى الحقيقة آفاق وقاتل محترف لا يتورع عن اذهاق الارواح، أما نجم النجوم الذى جسد ببراعة الفجوة بين الأقوال والأفعال فهو محمود المليجى ويكفى أن نتذكر دوره فى فيلم (المعلمة) بطولة يحيى شاهين وعمر الحريرى وتحية كاريوكا ومحمد توفيق حيث برع فى أداء دور المصلح الإجتماعى وحمامة السلام بينما كان فى الحقيقة يدمر العلاقة بين زوجين ويزرع الشك بينهما.
تذكرت هؤلاء النجوم وانا ارى الفجوة تزداد بين الأقوال والأفعال.... رئيس عمل يعلنها صريحة مدوية أهلا بكل صاحب فكرة وكل صاحب مبادرة ثم ينكل بكل أصحاب الأفكار التى لم يتقبلها....أستاذ جامعة يقول لطلابه أرحب باختلافكم معى اكتبوا ما يحلو لكم من آراء ودافعوا عنها ثم يعاقب كل من فعل ذلك بالرسوب... وكاتب يدبج اروع المقالات عن الأصول والقيم والحق والعدل وهو يسعى لنيل ما ليس حقه ويهادن ويطاطى حفاظا على مصالحه.
ولعل الفجوة بين الأقوال والأفعال تتجسد على المسرح العالمى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى يحج اليها معظم قادة ورؤساء دول العالم ويتبارون في الأقوال والخطب الرائعة المفعمة بالقيم النبيلة....الكل يتكلم عن السلام حتى ترامب ونتنياهو رغم أن الأول نقل سفارة امريكا للقدس بما لا يخدم السلام وامتنع عن تمويل الأونروا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين والثانى يحارب السلام ببناء المستوطنات ورفض مبدأ الأرض مقابل السلامآ ...والكل يتكلم عن تبجيل واحترام حقوق الإنسان حتى رئيسة ميانمار رغم ما يحدث لمسلمى الروهنيجا....والكل يتحدث عن الحكم الرشيد حتى لو كان بالحديد والنار... كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون يا قادة العالم
-----------------
بقلم: عبدالغنى عجاج